السبت 18 أكتوبر 2025 5:00:59
هل تساءلت يومًا ما السبب وراء الأحلام التي تراودنا كل ليلة؟ تلك العوالم الغامضة التي نعيشها ونحن نائمون، فتجعلنا نضحك أحيانًا، ونبكي أو نخاف أحيانًا أخرى؟
منذ القدم، حاول الإنسان فهم سرّ الحلم، فاعتبره البعض رسالة من السماء، ورآه آخرون انعكاسًا لما يدور داخل النفس البشرية، ومع تطور العلم، بدأت النظريات تتكاثر، لكن الحقيقة ما زالت لغزًا لم يُكشف بالكامل.
يقول العلماء إن الحلم هو نشاط عقلي يحدث أثناء مرحلة النوم العميق المعروفة باسم "حركة العين السريعة" (REM)، حيث يكون المخ في قمة نشاطه رغم أن الجسد في حالة سكون تام. وخلال هذه المرحلة، يبدأ العقل الباطن في ترتيب المعلومات والذكريات والمشاعر التي مرّ بها الإنسان خلال يومه.
ويرى بعض الباحثين أن الأحلام تساعد الدماغ على التعامل مع الضغوط النفسية، فهي بمثابة "تنفيس" داخلي يُفرغ القلق والخوف والرغبات المكبوتة. بينما تشير دراسات أخرى إلى أن الحلم يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الذاكرة والإبداع، إذ إن بعض الاكتشافات والاختراعات جاءت في الأصل من رؤية حلم غريب ألهم صاحبه.
لكن رغم كل هذه النظريات، ما زال هناك الكثير من الغموض.
لماذا نحلم ببعض الأشخاص دون غيرهم؟ ولماذا تتكرر أحلام معينة أو تتحول إلى كوابيس؟
الإجابات ليست واضحة بعد، إلا أن المؤكد أن الأحلام جزء أساسي من صحتنا النفسية، وأنها تُخبرنا بطريقة رمزية وغامضة بما لا نجرؤ أحيانًا على قوله في الواقع.
ويبقى الحلم عالمًا سريًا خاصًا بكل إنسان، يحمل رسائل من أعماق العقل الباطن، ويُذكرنا بأن النوم ليس راحة للجسد فقط… بل رحلة عميقة داخل الذات.